منذ نعومة أظافرها، كانت بسنت تحمل شغفًا لا يُحد بأجواء الإعلام، الفن، والابتكار. بدءًا من خوضها تجربة عرض الأزياء، التي شكلت لها جسرًا نحو عالم الموضة، وصولاً إلى إدارة وكالة تسويق وإعلانات ناجحة، لم يكن طريقها مفروشًا بالورود. تتحدث بسنت عن رحلتها الاستثنائية، حيث تحولت من عارضة أزياء شابة تسعى لتحقيق حلمها في تصميم الأزياء إلى خبيرة تنسيق مظهر ومديرة تنفيذية، تنسج نجاحاتها بخطوات مليئة بالتحديات والإصرار. بأسلوبها الفريد، لم تكن تسعى فقط إلى تحقيق أهدافها، بل أرادت أن تضع بصمة خاصة في كل خطوة تخطوها، مستلهمة من الحياة حولها بكل تفاصيلها. في هذا الحوار، تكشف بسنت عن أسرار نجاحها، رؤيتها للموضة والتسويق كعنصرين مكملين لبعضهما البعض، وكيف استطاعت أن تدمج ثقافتها المصرية مع توجهات الموضة العالمية. كما تشارك بنصائحها الملهمة لكل فتاة تطمح للانطلاق في عالم العمل، وترسم ملامح طموحاتها التي تتجاوز حدود مصر، لتؤكد أن الشغف والإصرار هما المفتاحان لتحقيق الأحلام.
حدثينا عن رحلتك من كونك خبيرة مظهر مروراً الى مالكة و مدير تنفيذي لوكالة تسويق و أعلانات ؟
قد تستغرب بعض الشيء بأنني بدأت كعارضة ازياء ” تضحك و تستكمل بسنت حديثها ” منذ صغري و أنا مولعة بأجواء الاعلام و الصحافة ولكن عند وصولي لمرحلة الدراسة الجامعية لم اجد نفسي مهيئة لدخول هذا المجال حينها راودني الكثير من التردد و لكن بفضل اصدقائي و كل من كان حولي شجعوني لدخول معترك الفن لا سيما وأنهم قد التمسوا في شخصيتي هذا الشيء, حينها بدأت رحلة التقديم لكلية الفنون الجميلة, ومنذ اللحظة الأولى كانت المشاعر مختلطة يمزجها الفرح و الشغف و التوتر و الكثير من اللحظات لربما يستصعب علي تذكرها حالياً. حتى حينها أخذ الموضوع بالنسبة لي كتحدي في حياتي.
ما هو التحدي الذي تقصدينه بانك واجهته ؟
لم اكن متمكنة من الرسم و هنا كان التحدي بالنسبة لي فقط كرست وقتي بأن اتعلم كل اساسيات الرسم بشكل متعمق حتى اكون محظوظة من القبول في الجامعة وهذا ما حصل فمن بين اكثر من 10 الالف متقدم تم قبولي ضمن ال100 طالب ومن هنا يمكنني أن اقول بان رحلتي المهنية قد بدأت, لم يكن هدفي أن اقضي مرحلتي الدراسية من دون أن مخططة لمستقبلي فأنا منذ اليوم الاول للدراسة أنطلقت لعنان العمل و شق طريقي المهني. فكانت بدايتي كعارضة ازياء فأنا كنت أرى بأن مجال عارضات الازياء هو الجسر الذي سوف يحقق حلمي بأن اكون مصممة ازياء ولكنني لم أخطو هذا المجال دون أن يكون عملي محترف بشكل مهني و علمي فأنا لست من الأشخاص الذين يحاولون تحقيق اهدافهم دون أن تكون قاعدة العمل لهذا الهدف صحيحة ومتكاملة.
أفهم من حديثك بأنك من الشخصيات التي تهتم بأدق التفاصيل سواء في عملك أو حتى في مجال الحياة عموماً؟
بالضبط فأنا بدأت عمل كعارضة بمفردي من دون أن اقيد نفسي فقد تعلمت المهنة بالشكل الصحيح و كذلك أعتمدت على نفسي لكي أقدم أسمي كعارضة ازياء دون اللجوء الى وكالات معينة و توقيع عقود احتكار, فالحرية في هذا المجال مطلوبة و ايضا محبوبة. وكل ما كنت اقدمه لم اكن على دراية بأنني اسوق لنفسي بقدر ما أن تركيزي على هدفي للوصول عالم الموضة.
كيف كانت رحلتك في مجال التسويق ؟
بصراحة كانت لي فرصة التعلم والتعرف على هذا المجال من خلال عملي في احدى وكالات الاعلان والتسويق كمصممة جرافيك وكانت هذه المرحلة مهمة في حياتي حيث ساعدتني على التوسع في هذا المجال وصقل معرفتي بشكل عملي لكنني كنت رافضة لروتين العمل الممل والجلوس خلف كواليس وتنفيذ ما يطلب مني دون أن تكون لي بصمة فما يعرف عني بأنني لست صبورة, احاول قدر الأمكان الوصول الى هدف بسرعة فانا في لائحة المتخرجين ولكنني وصلت الى منصب مدير فني لكوني لم أستسلم لروتين الحياة الدراسية و من ثم دخول معترك العمل بل العكس انا دخلت مجال العمل منذ دخولي الجامعة في أن واحد لكي أحاول أن احقق نفسي.
هل أنت مكتفية باحلامك ؟
بالتأكيد لا, فأنا احلامي لن ولم تنتهي وشغفي في الحياة ليس له حدود وهذا ما احاول أن انصح به بنات جيلي, فوصولك الى ما تحلمين به لا يعني نهاية المطاف فانا عندما وجدت نفسي كمسؤولة تسويق و كذلك عارضة وجدت بانني لا ازال أحمل الكثير من الاحلام التي لابد وأن اجعلها واقع, لذا قدمت في الجامعة الامريكية لتعلم مبدء تنسيق الملابس و ادارة المظهر بشكل جيد حتى تكون عناصري مكتملة كما ذكرت لك من كل النواحي. وهذا ما ساعدني في عملي حيث بدأت اضع بصمتي في كل تفاصيل العمل من جلسات تصوير أو حملات اعلانية و هذا ساعدني بأن اقدم نفسي بشكل كبير من خلال تعاوناتي مع دور ازياء و علامات تجارية اضافت الكثير لي.
هل ترين بان الموضة و التسويق مرتبطين ؟
دون ادنى شك فكلامهما مكلمين لبعض فانا لا يمكنني الفصل بين الاثنين فأنا من خلال موضوع الستايل هنا يمكنني الوصول الى طبقة الناس المستهدفة في الحملة والتعرف على نقاط القوى فيها وكيف يمكنني تمهيد رسالة الحملة لهم.
ما هي رسالتك لكل فتاة تود أن تنطلق في مجال العمل و أن تبدأ مرحلة الاعتماد على نفسها ؟
عليهم ان يؤمنوا بأنفسهم و لكل فتاة صغيرة تود ان تدخل معترك العمل لا يتوجب عليها الخوف من خبايا هذا العالم بل العكس في خطوة داخل معترك العمل سواء كان في مجال الموضة أو اي مجال اخرى هي خطوات تعلم و خبرة تضاف لنا في الحياة و لصقل شخصيتك بشكل صحيح و أيجابي. علينا العمل بجد و بمثابرة من أجل الوصول لكل أحلامنا فعلينا أن نكون ايجابيين ونواجه كل التحديات بشكل قوي دون الهرب من صعوبة الواقع فكل يوم عمل بمختلف تفاصيله هو بمثابة انجاز يضاف لنا
كيف تحاولين دمج بين ثقافتك المصرية و ترند الموضة في عملك كستايلست ؟
لايمكن ان يكون الستايل ثابت لكل شخص بل العكس لكل شخص هوية معينة وهناك متغيرات لابد أن نتماشى معاها و يتم اضافة ما يناسب شخصيتنا وهذا هو أسلوبي, صيحات الموضة ليست هي العنصر الثابت في أطلالتنا فهناك صيحات مغايرة عن هويتي و توجهاتي فالمكان والزمان و نوع المناسبة والكثير من هذه العوامل تتحكم في أطلالتنا
بصفتك تملكين وكالة تسويق وإعلان, ما هي الاتجاهات التي تؤثر في تشكيل هذا المجال, وكيف تحاولين التكيف معها؟
كما ذكرت لك انا لا اتبع سياسة واحدة ولا اتبع ما يعرف بمصطلح ” الترند ” بل العكس هناك جوانب اخرى علينا أن التعرف عليها و دراسة مدى تأثيرها فعندما اقدم حملة اعلانية علي دراسة كل تفصيله فيها واهمها هي توجهات الزبون وكيف احاول تقريب وجهات نظره مع نظرة الناس وكذلك ايضا وضع بصمتي كمديرة فنية لهذه الحملة, فمبدء التقليد أو نسخ الفكرة بحذافيرة خطأ جدا يتوجب على العديد من العلامات التجارية معرفة كيفة التعامل مع ثقافة الترند بشكل مهني و عملي صحيح.
ما هي رؤيتك لحياتك المهنية مستقبلاً؟
اطمح بان اتعد حدود مصر بعملي سواء في مجال التسويق أو في مجال الستايلست فطموحي كما ذكرت لك ليس له أي حدود بل العكس في كل مرة احاول أن اتخطى أي حدود تقيد وصول احلامي وتحقيق ما اتمناه.
ماذا يلهمك كـ بسنت ؟
كل ما يدور حولي هو مصدر الهام لي فأنا لا اضع شخص بحد ذاته فأنا من الممكن أن اكون في الشارع وارى شخص ليس مشهوراً ولكن يحمل في طياته ما يلهمني في مجال عملي أو حتى في الحياة, فانا كثيراً ما اجمع كل ما هو جميل واحاول اقتباس هذا المجال بطريقة بسنت.