لمع أسمها بسرعة في سماء الدراما العراقية, تمكنت في فترة وجيزة من أثبات نفسها كممثلة شابة تتحدى نفسها لأجل أن تصقل موهبتها بأستمرار, بتجسيدها لشخصيات معقدة و قريبة من القلب, صنعت مريم غريبة لنفسها مكانة خاصة بين نجمات جيلها اللواتي أقتحمن الساحة الدرامية مع الأنفتاح الذي تعيشه الدراما العراقية مؤخراً. من دورها في مسلسل ” وطن ” الى ” عسل مسموم ” نجحت في جذب الأنتباه لشخصيتها القادرة على تقديم الأدوار المتنوعة.
تجربتها في مسلسل ” عسل مسوم ” الذي عرض في رمضان 2024 ونالت على أثره جائزة أفضل ممثلة شابة كانت بمشاعر واضحة و مليئة بالحماس. تتذكر مريم اللحظة التي عرض عليها شخصية ” حنين ” قائلة:” هذا العمل كان قيد التحضير وأذكر عندما تواصل معي المخرج أوس الشرقي ممثلاً عن قناة أم بي سي العراق و شرح لي الشخصية حنين شعرت بأنجذاب كبير نحوها بل كانت تحمل طابعاً خاصاً يضفي عليها حضوراً قوياً و تقول:” حنين فتاة عراقية تشبه كل الفتيات لكنها شخصية مميزة بفضل أمومتها و هناك تفاصيل قد يراها البعض متمردة وتجعلها مثيرة للاهتمام. و بالرغم من الظروف التي مرت بها الأ انها تحمل بداخلها حلم الأمومة الذي سرق نصفه بموت طفلتها, وترى ذلك الحلم متجسداً في عيون الكثير من حولها!” وحنين امرأة أمنت بأن حق طفلتها سيعود مهما كانت ظروفه.” و تستكمل مريم الحديث بكل حماس و نحن نجري التصوير مع المصور ” مصطفى السعدي ” الذي تولى مهام تصوير حملتها الاعلانية مع وكالة ” زغيب ” للمجوهرات و أثناء التصوير تحدثنا بعيداً قليلاً عن الدراما و هي ترتدي الفستان الابيض قائلة :” هذا الحلم الذي لا أعلم متى يتم تحقيقه.” فمريم لا تزال في ريعان شبابها و حلم الفستان الأبيض بالتأكيد يرافقها مثل الأخريات وهنا قالت مريم :” من يستحق أن ارتدي هذا الفستان من أجله لا يزال مجهولاً أو لربما يكاد يكون قريب لا أعلم و تستكمل الحديث قائلة:” سيقول الجميع من تزوج الصاروخ ” وهنا تقصد نفسها حين أطلق عليها ” لقب صاروخ ” ضمن أحداث مسلسل وطن أولى تجاربها الدرامية.
مريم التي عاشت ما بين بغداد و عمان كذلك تعيش معها أحلامها فهي ترى بأن النجومية لابد أن تتحقق في بلدها ولكن حلم النجومية العربية لا يزال في أولوياتها حيث قالت ” بعد نجاح عسل مسموم أحتاج لفترة أستراحة و تفكير عميق فالنجاح الذي حققه المسلسل كان بمثابة مسؤولية كبيرة تعق على أسم مريم غريبة الذي سوف يتابع الجمهور كل تحركاتها و أي خطوة ستكون بمثابة تحدي من المحتمل أن ينجح أو أن يواجه فشلاً و هذا الأحساس لا أود أن اراه أو اعيشه مع العلم ان الفشل في تفسيري نجاحاً فالكثير من الاعمال تتحقق من بعد فشل التجارب.”
بعد أن عرض مسلسل ” عسل مسموم ” للمرة ألاولى كانت هذه اللحظات لا تنسى لمريم فتقول :” كانت ساعات التصوير تمتد كثيراً طوال شهر رمضان و كنت التمس نجاح الناس وأنا داخل البلاتوه, ففي كل لحظة اتابع ما يقوله الناس عني فأنا من بعد مسلسل وطن أيضاً خضعت لأستراحة فكما قلت أود أن استثمر النجاح بشكل صحيح كي لا أكون كارت محروق في الوسط الدرامي.”
فتستذكر مريم رحلتها مع مسلسل وطن قائلة:” شخصية الضابط أيناس تعايشت بشكل كبير مع الشارع العراقي وهنا ترددت كثيراً بأن اجعلهم يتناسون من دون أن تستمر الشخصية بشكل اعمق.” تقول مريم :” متحمسة لما سوف يقدم الاعمال الرمضانية لسنة 2025 فمن بعد الكم الهائل الذي عرض في رمضان العام الماضي أعتقد بأن الكمية القادمة ستكون أكبر و كذلك سنرى جودة أعمال جيدة تدفع في مضمار الدراما العراقية الى الأمام.” و ايضا شاركتنا مريم فلسفتها في نمط الأعمال الدرامية العراقية التي باتت تنافس بشكل كبير. حيث قالت :” رسالة الدراما العراقية من وجهة نظري هي كطائر العنقاء فمهما كانت الدراما هشة و يلتف عليها الغبار سنرى هناك الأمل قادم في جيلي و أجيال أخرى حتى جيل العمالقة كالنجم سامي قفطان, اسيا كمال, محمود ابو العباس كل هولاء هم الوقود الذي يدفع بنهوض الدراما.” و بالرغم من أن اعمال ام بي سي العراق تنحصر في موسم الرمضاني الا أن لمريم وجهة نظر في هذا الموضوع حيث قالت:” نحن الان في مرحلة أنعاش الفترة الرمضانية و مع وجود المنصات التي لابد أن يتاح لها الفرصة في العراق سيكون بأمكاننا خلق فترة للدراما غير موسم رمضان.
عندما استهلت مريم تعديل الماكياج لأستكمال جلسة التصوير داعبها فريق مجلة ايكلا اثناء التحضيرات بعبارة ” تتفضل أفضل نجمة شابة لعام 2024 ” لترد هي بدورها ” بالطبع و بكل فخر ومن ثم تستكمل ضاحكة الحديث قائلة :” دعيني أتحدث بكل صراحة أو كما يعتبرها البعض غرور فأنا بفضل تصويت الجمهور و لجنة التحكيم لمهرجان الهلال الذهبي أستحق هذه الجائزة لماذا يستثقل البعض علي هذه الفرصة, فانا اليوم أكرم في بلدي بين ابناء بلدي على ما قدمته و هذا دليل على أن مريم ممثلة ناجحة تمتلك موهوبة قد يراها البعض قليلة أو احيانا يصفوني بأنني جميلة فقط! ولكنني لا أعلق ولا أحاول فرض سيطرتي على ارائهم فأنا بالنهاية توجت بهذا الانجاز بفضل مجهودي و أنا لا ازل اتعلم .”
وتضيف قائلة :” الجمهور الحقيقي مؤمن بمريم و بموهبتها و كذلك دعم عائلتي و اصدقائي لي وهذا ما اكتفي به.” وعن الأدوار التي تتمنى مريم ان تقوم بتقديمها قالت :” أتمنى تقديم الأدوار التاريخية و السير الذاتية لتاريخنا و حضاراتنا فنحن اليوم و اعتذر بهذا القول جهلة قليلاً بتاريخ و عظمة الحضارة العراقية نكاد نعلم سطور منها وليس بشكل عميق ففي تاريخنا الكثير من الملكات اللواتي احدثن تغيراً جذرياً في الحياة.” فتقول مريم :” شخصية الملكة شبعاد و كذلك قصة الالهة عشتار فهما كثيراً ما تستهويني وتثير فضولي لها.”
وعن المنافسة في الدراما العراقية التي بدأت تحتضن المواهب الشابة النسائية فاليوم تمتلك الدراما اسماء كثيرة شابة تشق طريقها في الدراما قائلة:” تعلمت منذ أول يوم لي في الدراما أن لا أقارن نفسي بأحد ولا أركز في مسيرة وحياة الاخرين:” حيث تسعى مريم للأستمتاع برحلتها الخاصة بعيداً عن المقارنات التي تفسد على الفنان فرحته بعمله. وبهذه الرؤية الصادقة و المتميزة تثبت مريم أنها ليست مجرد ممثلة موهوبة بل فنانة تحمل رسائل عميقة تقدمها بأدوارها و قرارتها المهنية و تستمر في ترك بصمتها في عالم الفن.
حوار: ميري ستيف – تصوير : مصطفى السعدي