لطالما كانت مجموعات دار الأزياء العريقة سكياباريلي من أكثر العروض المنتظرة في أسبوع الموضة بباريس، إذ لا تفشل أبداً في إبهار عشاق الموضة والنقاد بتصاميمها الفريدة. في هذا الموسم، جاءت المجموعة الجديدة بمفهوم مختلف حمل بصمة المدير الإبداعي للدار، الذي استلهم تصاميمه من طفولته في ولاية تكساس، ممزوجة بفخامة باريس، المدينة التي أصبحت موطنه الجديد منذ سنوات.

المنصة تحولت إلى مساحة جمعت بين عالمين مختلفين، حيث تلاقى الطابع الغربي الأمريكي مع الأناقة الفرنسية بأسلوب مبتكر. برزت الأحزمة الجلدية ذات الأبازيم المزخرفة الكبيرة، والمعاطف الطويلة، والبناطيل الواسعة، وأحذية رعاة البقر ذات المقدمات المدببة، ولكن بلمسة مترفة تعكس الروح الراقية لباريس. التصاميم حملت بين طياتها توازناً دقيقاً بين الصرامة والترف، فجاءت القصّات قوية وواثقة، ولكنها في الوقت ذاته لم تتخل عن الطابع الأنثوي الجذاب.

المجموعة لم تقتصر على الأزياء فقط، بل تميزت أيضاً بلمساتها الفنية المعهودة، حيث حضرت الرموز الأيقونية التي تشتهر بها الدار، مثل العيون الذهبية، وفتحات المفاتيح، والأصابع الضخمة المرصعة بالأحجار، والتي تحولت إلى إكسسوارات زينت الأزياء بأسلوب ساحر. هذه التفاصيل منحت التصاميم بُعداً سريالياً يعكس هوية الدار الجريئة ويدفع حدود الإبداع إلى أقصاها.

أما تنوع القصات، فقد عكس رؤية المصمم في المزج بين القوة والنعومة، فجاءت بعض التصاميم محددة الخصر لتبرز الأنوثة، بينما تألقت أخرى بقصات واسعة وأكتاف بارزة، تعكس الإحساس بالقوة والثقة. وكان ختام العرض درامياً بظهور جيجي حديد بإطلالة سوداء أنيقة، مع حزام عريض وياقة من الفرو أضافت لمسة من الغموض والرقي.

مجموعة سكياباريلي الجديدة لموسم خريف 2025 كانت بمثابة رحلة بين تكساس وباريس، حيث اندمجت الجرأة الغربية مع الفخامة الباريسية في توليفة فريدة من نوعها، مؤكدة مرة أخرى قدرة الدار على إعادة ابتكار نفسها مع الحفاظ على إرثها العريق.