في النسخة الثانية من أسبوع الرياض للموضة، قدمت المصممة السعودية كوثر الهريش مجموعة ربيع وصيف 2025 لعلامتها كاف باي كاف تحت عنوان “الجمال الاصطناعي”. تستكشف المجموعة الصراع المتنامي بين البُعدين الواقعي والطبيعي الذي نعيشه يوميًا، والبُعد الإلكتروني الافتراضي الذي بات جزءًا لا يتجزأ من واقعنا العاطفي والرقمي.
كوثر الهريش، المعروفة بدفعها حدود الإبداع، أثارت نقاشات جريئة من خلال مزيجها الفريد بين الجمالية الدراماتيكية والتوجهات المفاهيمية الطليعية. وقد كانت لحظة الافتتاح أحد أبرز لحظات العرض حين ظهرت “سارة”، أول روبوت بشري سعودي، مرتدية معطفًا ضخمًا مزينًا بنمط أزهار فني ونسيج بارز محاك بعناية. هذه الإطلالة، المحفورة بحياكة متقنة وتطريز سميك، جسدت بصمة الهريش التي تميزها بالدمج بين الحرف اليدوية التقليدية والعناصر التقنية الحديثة.
تميزت المجموعة بموازنة دقيقة بين التصاميم المفاهيمية التي تعكس رؤية المصممة الطليعية والإبداعات الأنيقة القابلة للارتداء، حيث برزت قطع لامعة من الترتر تُضيف بريقًا ساحرًا على تصاميم مثل البدل الكلاسيكية والفساتين الصيفية الرقيقة.
المجموعة تجسد تقاطعًا حيويًا بين الطبيعة والتكنولوجيا، وهو ما يتجلى في فستان مزدان بفراشات متحركة مصنوعة يدويًا، تتحرك برقة مع كل خطوة، إلى جانب تصميم “حقل الزهور” المكون من الترتر الأبيض الذي يحاكي زهورًا تتمايل مع اتجاه الرياح.
اتسمت بعض القطع بجرأة تقنية، حيث تخلت المصممة عن الخيط والإبرة، واعتمدت على وحدات البيكسل لإعادة ابتكار التصاميم. فبرز فستان زهري مزين بورود من الكريستال المصنوع والمربوط يدويًا. كما دمجت الهريش تقنيات الصور المزدوجة التي تتغير مع الحركة أو مستوى الإضاءة، بالتعاون مع المصور السعودي عبد العزيز الشمري، مما أضاف بُعدًا ديناميكيًا فريدًا.
بفضل لمساتها المبتكرة، نجحت الهريش في إعادة تعريف الجمال عبر عدسة التكنولوجيا، مقدمة تجربة بصرية تستحضر جمال الطبيعة برؤية مستقبلية عصرية.