أصبحت الاستدامة اليوم من المعايير الأساسية التي تعيد تشكيل مشهد صناعة الأزياء العالمية، إذ لم تعد خيارًا إضافيًا، بل ضرورة تُعبّر عن وعي بيئي وثقافي يتنامى باطّراد. وفي المملكة العربية السعودية، نشهد نمواً ملحوظاً في المبادرات والمشاريع التي تمزج بين مفاهيم الاستدامة والهوية المحلية، عبر حلول إبداعية تحترم التراث وتخدم رؤى مستقبلية للموضة في المنطقة.

ومن بين هذه المبادرات اللافتة، برزت قمة أميوزد للموضة المستدامة، والتي أقيمت مؤخراً بصيغة رقمية واستقطبت نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في مجالات الاستدامة والثقافة والموضة. القمة شكّلت منصة لتبادل الرؤى واستعراض تجارب محلية وإقليمية تسهم في تحويل الموضة إلى أداة للتعبير الثقافي والحفاظ على البيئة.

ومن أبرز النماذج التي تم تسليط الضوء عليها خلال القمة، تجربة علامة أباديا السعودية، التي أسستها وتديرها المصممة شهد الشهيل. استطاعت أباديا أن تفرض حضورها عالميًا من خلال تصاميم أنيقة تعبّر عن جوهر الثقافة السعودية بأسلوب راقٍ ومعاصر. فالموروث الشعبي والحرفي لطالما شكّل قلب العلامة، التي تسعى إلى نقل منظور محلي إلى العالم عبر لغة الأزياء والابتكار الحرفي.

تلتزم أباديا بمبادئ الموضة المستدامة التزامًا راسخًا، إذ يُصنع ما يقارب 89% من تصاميمها باستخدام أقمشة طبيعية وصديقة للبيئة. كما تولي العلامة اهتمامًا كبيرًا بالحرفيات السعوديات، لا سيّما العاملات في حرفة السدو، لتكون كل قطعة أزياء امتدادًا حقيقياً لتراث محلي متجدد. وفي الوقت ذاته، تسعى أباديا لتقديم بدائل أنيقة وعالية الجودة للموضة السريعة، دون أن تتخلى عن وعيها البيئي أو أصالتها الثقافية.
في هذا السياق، ترى إيكلَا السعودية أن تجربة أباديا تمثل نموذجًا متكاملًا للموضة السعودية الجديدة—موضة مستدامة، واعية، ومؤثرة. إنها ليست مجرد علامة تجارية، بل حركة ثقافية تفتح آفاقًا واسعة نحو مستقبل أكثر مسؤولية وأناقة، حيث تتلاقى الاستدامة مع الإبداع، وتُصاغ الحكايات في كل خيط وقصّة.